صحفي جزائري في حوار لـ"بطولات": صلاح شعبيته كبيرة في الجزائر .. واتمنى عدم مواجهة مصر "المُرشحة" .. و"بيليات" لا يُسبب قلق لمحاربي الصحراء .. وأتوقع تألق "براهيمي وبن طالب"

أنطلقت بالأمس، منافسات كأس الأمم الأفريقية (الجابون 2017)، بمشاركة 4 منتخبات عربية (مصر والجزائر وتونس والمغرب)، وسيلعب الأخضر أولى مبارياته مساء اليوم الأحد أمام زيمبابوي، وتواجه تونس نظيرتها السنغال، في إطار منافسات المجموعة الثانية.

بطولات تواصل مع الصحفي الجزائري، فهيم ناتوري، الناقد بصحيفة الهداف الجزائرية، صاحبة الشعبية الكبيرة بالوطن العربي، وتحدثنا في العديد من الأمور التي تخص منتخبي مصر والجزائر في (كان 2017)، وإليكم نص الحوار :-

حدثنا عن رؤيتك لمستقل الجزائر في (كان 2017) بشكل عام ومباراة زيمبابوي ولقاءات المجموعة الثانية بشكل أخص؟

المأمورية ستكون صعبة على كل الفرق بما فيهم المنتخب الوطني الجزائري، فمباراة اليوم أمام زيمبابوي ستكون هامة جدًا، ففي حال الفوز سيدخل “الخضر” المباريات الأخرى أمام تونس والسنغال بأفضلية معنوية، وفي حال التعثر (تعادل أو خسارة) فإن العكس هو الذي سيكون والفريقين الآخرين هم من تكون لديهما الأفضلية والمأمورية ستكون أصعب.

خامات بيليات نجم زيمبابوي قدم أداء لافت للنظر مؤخرًا مع صن داونز .. هل ترى أنه من الممكن أن يتسبب في أزمة للمنتخب الجزائري أم أن دفاع الجزائر قادر على المواجهة؟

رغم أن الفرديات كثيرًا ما صنعت الفارق في المباريات، إلا أن لاعب واحد لا يُعتبر مشكل بالنسبة للمنتخب الجزائري، فالمستوى العام لأي فريق يُقاس بالمجموعة وبالعودة قليلاً إلى الوراء، فكل المنتخبات التي فازت بالكؤوس الإفريقية نُلاحظ قوة المجموعة فيها رغم تواجد النجوم، وأفضل دليل المنتخب المصري من جهة والمنتخب الإيفواري أيضًا فحتى لما كان لدى هذا المنتخب لاعبين لامعين لم يفز بها؛ ولكن في البطولة الماضية فاز بها بعدما كانت لديه مجموعة قوية يلعب بها، وأظن أن المنتخب الجزائري لن يجد صعوبات للفوز على زيمبابوي ولو أن عنصر المفاجأة يمكن له أن يحدث.

أشعر إنك لست متفائل بمباراة الليلة!

على العكس تمامًا، فأنا أجبت فقط على حسب سؤالك؛ لكن بالنظر إلى الفرديات، فإن الجزائر تُعتبر الأفضل في إفريقيا، فهناك محرز أفضل لاعب في إفريقيا والعرب وفي انجترا، كما أن هناك براهيمي الذي يُعتبر من بين أفضل المهاريين في العالم، وغزال الذي يصنع أفراح ليون الفرنسي، والعديد من اللاعبين الجيدين، فكما يُقال في المثل أفضل دفاع هو الهجوم وحتى في حال تلقي المنتخب الوطني لأهداف فإن هجومه سيُسجل أكثر من المنافس.

من اللاعب الذي تتوقع أن يكون أفضل لاعبي الجزائر في كان 2017؟ بخلاف رياض محرز

سيكون براهيمي أو بن طالب، فالأول يمكن له صنع الفارق في أية لحظة وفي الآونة الأخيرة عاد بقوة بعد خلافه مع مدربه في بورتو البرتغالي، في حين أن مستوى بن طالب ثابت مع المنتخب أو مع ناديه شالكه 04 الألماني وهو ما يُؤكد وزنه الثقيل في تشكيلة المنتخب.

هناك انتقادات لأداء منتخب الجزائر في تصفيات مونديال روسيا .. هل ترى أنه سيؤثر بالسلب على أداء الجزائر في كأس الأمم؟

لا أظن ذلك بما أن الانتقادات كانت بسبب التعامل مع المدرب السابق الصربي راييفاتس، والذي أدى لإقصاء كل من فيغولي ومجاني، ولكن كأس إفريقيا تختلف تماماً عن تصفيات كأس العالم، فالمنتخب المصري كان يفوز بكؤوس إفريقيا الوتحدة تلو الأخرى ولكنه في نفس الوقت لم يكن قادراً على التأهل إلى كأس العالم وهو ما يُؤكد أن المنافستين مختلفتين عن بعضهما البعض.

أخيرا بشأن المنتخب الجزائري ..

هل منتخب الجزائر قادر على تحقيق البطولة للمرة الثانية في تاريخه؟

يمكن ذلك؛ ولكنه في نفس الوقت من الصعب الفوز بها في أدغال إفريقيا، فأنا أعرف جيداً الأجواء هناك من حيث الحرارة والرطوبة وسكان شمال إفريقيا يجدون صعوبات بالغة في تسيير المباريات، خاصة وأن أغلب اللاعبين ينشطون في البطولات الأوروبية التي تُلعب في أجواء باردة؛ لكن بالنظر إلى تركيبة المنتخب الجزائري، نجد أن هناك من لعب الكثير من المباريات الإفريقية مع المنتخب أو الأندية وهي خبرة ستُساعدهم كثيراً في الفوز باللقب ولو أن المهمة ستكون صعبة أمام فرق متمرّسة وهي أيضاً لديها خبرة طويلة في المنافسات القارية.

تتوقع من المنتخين الذين سيتأهلا من المجموعة الثانية؟

لا يمكن التنبؤ بهذا إلا بعد جولة أو جولتين، فالمنتخب الجزائري لديه أفضلية لأنه سيلعب أمام أضعف فريق على الورق في هذه المجموعة وهو المنتخب الزيمبابوي، وفي حال فوزه سيكون في أفضل وضعية على التأهل، أمام كل من تونس والسنغال، فمباراة هاذين الفريقين ستكون مهمة لمن يفوز بها لأنه سيدخل بقوة ويكفيه تعادل أو فوز آخر ليتأهل، في وقت أن تعادلهما لن يخدمهما أمام الفريق الجزائري والزيمبابوي اللذين يمكن لهما التأهل بصفة عادية في حال تعادل السنغال وتونس؛ ولكنني أُرشح كل من الجزائر وتونس للمرور إلى الدور المقبل.

المنتخب المصري .. كيف ترى حظوظه في كان 2017؟

حظوظ المنتخب المصري وفيرة للفوز بكأس إفريقيا، فهم يمتلكون مجموعة قوية من شبان سبق لهم اللعب مع بعض منذ الفئات الصغرى، فأنا تابعتهم منذ فترة وهم في نسق تصاعدي، كما أن المنتخب المصري يمتلك لاعبين مهاريين ممن يمكن لهم خلق الفارق مثل محمد صلاح لاعب روما، كما أنه لا يزال وفي لتقاليدهم بجلب أغلب اللاعبين من فريقي الزمالك الذي وصل إلى نهائي كأس رابطة أبطال إفريقيا والأهلي الذي لعب دور المجوعتين، وهم لاعبون يعرفون جيداً أجواء الطقس في أدغال إفريقيا وسيُساعدهم على البروز بقوة.

إذا قُدر للجزائر الوصول للمباراة النهائية تُفضل مواجهة من (مصر أم تونس أم غانا أم كوت ديفوار)؟

من أُفضّل الأسد، أم الليث أو الضرغام أم الدرباس؟ كلها أسماء لنفس الحيوان وهو الحال بالنسبة لهذه الفرق، فمن يُرد التتويج عليه الفوز عليها مهما كان الأمر ولو أنني أُفضل اللعب أمام غانا أو كوت ديفوار بما أن لعب مباراة محلية لا يمكن التنبؤ بها، في حين أن المنتخبين المذكورين لديهما العديد من النقائص ولم يعودا بنفس قوة السنوات الماضية بعد التغييرات الكثيرة والجذرية على تركيبتهما.

أي أن على الأقل لا تُفضل مواجهة مصر أو تونس في المباراة النهائية إذا قدر الله للجزائر الوصول إليها.

أنا أولاً أتمنى أن يفوز بالكأس فريق من شمال إفريقيا، وإن كانت الجزائر فأنا أتمنى ألا تواجه فريق كمصر، المغرب أو تونس، فكما قلت لك فإن المباريات المحلية تعرف العديد من المفاجآت، كما أنني لا أُريد أن تكون هناك مشاحنات بين البلدان العربية والمسلمة، وأول شيء أتمنى أن أُشاهده الروح الرياضية والأفضل هو الذي سيفوز بالكأس.

الجماهير المصرية مُتعلقة برياض محرز وتحبه كثيرًا .. من أكثر لاعب مصري لديه شعبيه في الجزائر؟ بخلاف أبو تريكة

أكيد هو محمد صلاح الذي يصنع أشياء جميلة وخارقة مع نادي روما الإيطالي؛ لكن بالنسبة لي فأنني أرى أن اللاعب الذي سيكون له مستقبل كبير هو نجم أرسنال النني، فمستواه ثابت وليس من السهل اللعب في فريق كبير كأرسنال؛ ولكن دون أن ننسى الحضري الذي ساهم في كل النتائج الأكثر من إيجابية منذ سنوات.

هل تتخيل أن هناك بعض النقاد والمحللين ينتقدون أداء النني!

أعرف فأنا أُتابع الحصص الرياضية المصرية؛ ولكن نقدهم له لم يكن سوى لتباين مستواه بين أرسنال والمنتخب المصري، إلا أنني متيقن من أنه سيفرض لمسته، والمشكل الذي يُعاني منه أن وسط ميدان المنتخب المصري الذي يتكون أغلبية لاعبيه من لاعبي الزمالك والأهلي يلعبون كرة عرضية ويصعدون جماعياً نحو الهجوم وهو العكس بالنسبة لطريقة لعب أرسنال والفرق الأوروبية وهو الأمر الذي جعل النني لا يجد راحته ولكنه سيكون أفضل في كأس إفريقيا لأنه سيلعب أمام لاعبين ينشطون في دوريات أوروبية أيضًا.

أخيرًا .. أحداث أم درمان أصبحت لا أثر لها في نفوس المصريين .. أي بالمصري “النفوس بقت صافية” .. هل هناك أي أثر لأحداث أم درمان في قلوب الجزائريين أم أن الشعب المصري والجزائري لا يتفرقا مهما كانت الصعاب التي تدور حولهم؟

لا أبدًا كل شيء أصبح من الماضي، فالطرفان كانا على خطأ رغم أن ما حدث في مصر بعد الاعتداءات على حافلة المنتخب الجزائري كانت السبب المباشر، فالشعب المصري شعب مسالم وأخ الجزائريين واكتشفت ذلك من خلال احتكاكي بهم وحتى أنني لدي العديد من الأصدقاء، ولكن أبواق الفتنة هي التي صنعت ما كان ولهذا قلت لك أتمنى ألا يلعب الفريق الجزائري أمام فريق من شمال إفريقيا حتى تبقى الأخوة، فرغم أن ما حدث من الماضي إلا أنه قد يعود لذى أُفضل أن يلعب كل منتخب مع منافس من وسط إفريقيا أفضل ولا نُعطي لمن لا يُؤدي مهامه باحترافية الفرصة لإشعال نار الفتنة مرةً أخرى.

Game
Register
Service
Bonus